الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة وهران كلية العلوم االجتماعية قسم الفلسفة لجنة المناقشة :

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة وهران كلية العلوم االجتماعية قسم الفلسفة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الفلسفة الموسومة ب : الطالبة إعداد بإشراف درقام نادية أ. د. بوعرفة عبد القادر لجنة المناقشة : أ.د. عبد الالوي محمد أ.د. بوعرفة عبد القادر د. حمادي حميد أ.د. بوساحة عمر د. بومنير كمال أ.د. جمال مفرج جامعة وهران جامعة وهران جامعة وهران جامعة الجزائر -- جامعة الجزائر -- جامعة قسنطينة رئيسا مقررا مناقشا مناقشا مناقشا مناقشا / السنة الجامعية :

اإلهداء بمحبة الجميل تسمو الروح عاشقة العودة إلى أصلها طالبة الوصال من جديد. وصال الحبيب المصطفى صلى اهلل عليه وسلم وألجل الوصال اهديه هذا المجهود العلمي طالبة رضا اهلل وشفاعة حبيبه المختار عليه أفضل الصالة والسالم وألجل الوصال أيضا اهديه إلى أرواح العاشقين الكمل الشاهد منهم والغائب رضوان اهلل عليهم أجمعين. وألجل الوصال أيضا اهديه إلى كل روح طيبة سارت أو تسير في الخط المحمدي. وألجل الوصال أيضا اهديه إلى كل روح ضلت طريقها إلى أصلها ارجية من المولى عز وجل إسعافها من اجل عودة جميلة. إلى روح والدي العزيز اهدي هذا المجهود العلمي الذي شاءت القدرة اإللهية أا ير النور في حياته. كما اهديه إلى والدتي الحبيبة والى األهل واألصدقاء. كما اهديه الى من ارفقني في مسيرة انجازه زوجي بن عومر وبعض الكرماء. والى من تابعت اكتمال هذا المجهود فكان ختامه مسك فلذة الفؤاد وعبق الحياة ونور العين ابنتي "نرجس".

شكر وتقدير أتقدم بالشكر إلى كل من تفاعل مع هذا الطرح تفاعال جماليا ا سيما كل األحبة من األهل واألصدقاء. واخص بالشكر األساتذة الك ارم ا سيما األستاذ المشرف بوعرفة عبد القادر الذي وجهني بالنصائح العلمية واألستاذ حمادي حميد الذي ساعدني على تكريس الجمالية في هذا البحث. كما أتوجه بشكر خاص إلى األستاذ الدكتور عيسى علي العاكوب الذي اهتم بهذه األطروحة وزودها بترجماته لمؤلفات الرومي ود ارسات حول فكره فهو مشكور لما يبذله من جهد إلغناء المكتبة العربية بالكتب المولوية.

المقدمة: انشغل العقل الفلسفي بالتفكير في قضايا الوجود والمعرفة والقيم الفالسفة اإلغريق محددا بذلك مبان اليوناني مرجعية كل الفالسفة في تنظير اتهم منذ بداياته األولى مع ومرتك ازت كل منظومة فكرية وقد اعتبر ورؤاهم الغربي أن يتجاوز هذه المرجعية رغم كثرة المحاو ات. شملت مختلف المباحث عبر تاريخ الفلسفة كأحد المباحث الفلسفية الثالثة العصر الحديث إلى غاية العصر المعاصر. الفلسفية ولم العقل هذا يستطع النقد الفلسفي حيث استطاع أن يقدم نظريات فلسفية إلى عصرنا ال ارهن. الذي أصبح ا اهتمام به عند الفالسفة اسيما في البحث الجمالي انطالقا من ملفتا حيث حدثت نقالت نوعية على مستو الطروحات والنتائج المترتبة لمختلف المواقف الجمالية التي أطرت التفكير الفلسفي المعاصر. فصارت الجمالية إحد اإلنسان المعاصر اشتدت الحضارة الغربية المادية. وتعقدت سماته البارزة وربما يعكس ا اهتمام بالجماليات أن أزماته وأساليب حياة كانت ستجنبها الكثير من األزمات. يطرح العرفان اإلسالمي نفسه كنموذج نتيجة ت اركم األخطاء الفادحة التي ارتكبتها لكن هذا ا يعني أن البشرية لم تعرض عليها مناهج معرفية معرفي من نمط آخر ذي طابع يختلف عن المعرفة الفلسفية من حيث المنطلقات والنتائج لكنه يشترك معها في تناوله لمبحث الوجود والمعرفة والجمال. من الوجود كما أن العرفان اإلسالمي ا يفصل بين هذه المباحث انطالق تحقيقاته المعرفية المطلق طروحاته ا تخرج عن هذا السياق. لم تعهده الطروحات الجمالية الفلسفية. فأعطته الشمولية في تناول المباحث المعرفية يستطيع اإلجابة عنها عندما يبدأ البحث في الميتافيزيقا فوحدانية الخالق جعلت لذلك اتخذت الجمالية في المنظور العرفاني شكال آخر رغم أن العقل الفلسفي أثار إشكا ات جمالية لم بحكم محدوديته وأقصى ما يصل إليه في هذا المجال هواإلق ارر بطور يفوق إد اركه يحتاج إلى وسيلة إد ارك أخر ركز عليها العرفاء للوصول إلى الحقائق وهي القلب الذي صرحوا بإمكاناته المعرفية من موضوعه الخارج عن الزمان والمكان مصدري كل محدودية. الالمحدودة انطالقا يعتبر جالل الدين الرومي من الذين مثلوا المنظومة العرفانية في طروحاتها الجمالية التي ارتبطت بموقفه األنطولوجي من مختلف القضايا. حيث تمظهر النزوع الجمالي للرومي في

أثار طروحاته المعرفية وممارسته للفنون فطغت الجمالية على رؤيته العرفانية ورغم أن الرومي ظهر في فترة كانت ا ازلت الجمالية الغربية لم تتطرق إلى العديد من اإلشكا ات إ ا أنه الكثير من اإلشكا ات والرؤ والحلول تناولت مختلف مسائل الجمال وتعقيداته العميقة مما جعله متمي از بين الذين اشتغلوا في قضايا الجمال التي تمس اإلنسان وصيرورته في هذه الحياة فهل هذا النتاج الضخم له ارهنية وحضور واضافة فعالة في عصرنا المعاصر أم انحصر في الزمان والمكان الذي وجد فيه حيث لم تجد تلك األفكار والرؤ على كثرتها امتدادا في الد الة والمعنى للمساهمة في إنقاذ البشرية من مأزقها انطالقا من أن معارف الرومي كانت من موقع المعاينة المباشرة للحقائق بخوضه لتجربة عرفانية قدم من خاللها صياغة الحل إلشكالية اإلنسان الوجودية يريد به إعادة لجمالية اإلنسان من خالل جمالية الوجود وهذا ما جعلنا أمام رؤية جمالية للوجود البحث والد ارسة لمعالجة إشكالية جمالية أنطولوجية لما لها تساؤ ات من شأنها أن تطور الوعي الجمالي تفريعاتها: وما ما أهم األسس المعرفية واألنطولوجية حدود الجمالية عنده وما ما مفهومه للجمال وما مفهومه للفن بالوظيفة الوجودية لإلنسان األدوات المعرفية والمنهجية التي وهل الجمالي المولوي أين تميز جالل الدين الرومي في رؤيته هذه يمكن أن نلمس خصوصية إسالمية للفكر الجمالي اإلجابة في أهمية من ا اعتبار تستحق على لذلك سنتطرق الى إشكالية رئيسة لها لرؤية جالل الدين الرومي الجمالية للوجود اعتمدها في إد اركه الجمالي وما موقع اإلنسان من هذه الرؤية وهل للفن عالقة يجد اإلنسان المعاصر حال ألزماته من خالل هذا الطرح عند الرومي. تختلف عن الرؤية الوجودية الغربية من حيث المرتك ازت واألسس اسيما للطرح الجمالي العرفاني امكانية الخروج من الد وغمائية)أحكام صورية( واعطاء نظرة تنسجم مع متطلبات الشريعة التي ت ارعي الفطرة اإلنسانية. لمحورية للتحقق جمالية الوجود المطلق من من خالل ارتباط اإلنسان به. وذلك بإعطاء رؤية للوجود أنها مع رؤية توحيدية. في مسألة الفن إعادة ا اعتبار هذه الفرضيات ارتأينا أن نفصل مجمل اإلشكالية في فصول أربعة فكان التطرق إلى الرؤية الجمالية ومفهوم الوجود بين الفلسفة والعرفان كعنوان للفصل األول. بحيث تضمن ثالث مباحث. كل مبحث هو تفصيل إلشكالية خاصة بتوضيح الخطوط 5

العريضة للموضوع فتضمن المبحث األول الرؤية الجمالية مفاهيم وداات حيث تعرضنا فيه إلى الدالة اللغوية مستندين في ذلك إلى البحث المعجمي الذي ركز على مفهوم الجمال المشتق منه لفظ الجمالية من حيث هو مصطلح جديد يؤطر البحث الجمالي في بعديه الجمالي والفني وهو بحث تطرق إليه الفكر البشري عموما. إا أن الضبط اإلصالحي بما هو متداول يعود إلى الفلسفة الغربية التي عرفته في القرن الثامن عشر مع باومجارتن ورغم أن البحث الجمالي قديم إا أن محاولة تأطيره ضمن علم يدرسه ويحل إشكااته التاريخية واابستمية هو الذي يعد جديدا. هذا العلم لم يبق عند حدود تأصيله مع مؤسسه المعروف بل كانت البصمة الكانطية والهيغيلية أهم المحطات الموجهة لتاريخ الجمالية المعاصرة. لننتقل بعد ذلك إلى تتبع تحوات البحث الجمالي الذي انصبغ بالبحث المقواتي انطالقا من أفالطون إلى غاية كانط وهيغل ليركز بعد ذلك على الممارسة الجمالية واهتمام فالسفة الحداثة وما بعدها بالتجربة الجمالية التي تصل مع البحث الفينومولوجي إلى أهم اانقالبات الفكرية على المنحى القديم وكانت الغاية من التعرض إلى الجمالية من حيث الدالة واإلصطالح والوقوف على منحاها الفكري في الفلسفة الغربية وذلك لضبط طبيعة الجمالية عند جالل الدين الرومي من حيث أن رؤيته الجمالية لم تكن غايتها ضبط المفهوم علميا أو البحث المقواتي أو الممارساتي بل إن جمالية الرومي هي المنعكسة في تجربته العرفانية التي كانت غايتها مشاهدة الجميل. أي أن جمالية الرومي طغى عليها البعد الذوقي على البعد الفكري التجريدي. بعدما تم تأصيل الرؤية الجمالية في بعديها الدالي ااصطالحي والفلسفي في الثقافة الغربية كان ابد من تفصيل للرؤية الجمالية في الثقافة اإلسالمية وهذا للوقوف على الفضاء الفكري األيديولوجي للرومي. بحيث تناولنا الرؤية الجمالية في الثقافة اإلسالمية في المبحث الثاني مفصلين ذلك قرآنيا وكالميا مركزين على الرؤية الجمالية عند الفالسفة المسلمين ورجال التصوف لنخلص في هذا المبحث إلى أن الرؤية الجمالية عند الرومي تؤطر ضمن فضاء العرفان اإلسالمي. بعد الوقوف على الرؤية الجمالية في الفلسفة والعرفان تتبعنا البحث في مفهوم الوجود أيضا فلسفيا وعرفانيا لكن داخل الفضاء اإلسالمي فقط وذلك أن مفهوم الوجود عند الفالسفة 6

المسلمين مثل الرؤية الفلسفية عامة ورغم أن الرؤيتين بينهما اشت ارك في تأصيل مباحثهما قرآنيا. إ ا أنهما اختلفا فيما بينهما من حيث المقاربة نتيجة الفالسفة يعتمدون الرؤية العقلية في مقابل اعتماد الكشف والشهود في الرؤية العرفانية التي يعتبر جالل الدين الرومي أبرز ممثليها. بعد التأصيل المفهومي للرؤية الجمالية والوجود فلسفيا وعرفانيا وتحديد موقع الرؤية الجمالية للوجود عند الرومي. خصصنا الفصل الثاني من الرؤية لتجربة الرومي العرفانية وأبعادها الجمالية. تجربة الرومي العرفانية. وذلك من العشق اإللهي. أجل الوقوف على بين الفصول التي ستقف على معالم هذه فكان المبحث األول منه يتحدث عن بحيث وقفنا على تحديد النسب الروحي للرومي وتنشئته العرفانية هذه الذي تحدثنا عنه التجربته موضحين أهم ممي ازتها. تفصيال في المبحث الثاني حيث هذه التجربة كان عنوانها كانت الغاية منه توضيح الد ا ات الجمالية للتجربة العرفانية والتي برزت في عالقته المميزة بشمس الدين التبريزي اعتبره الرومي رفيقا ومرآة التجلي اإللهي مشاهدا فيها صفة اإللهي الجمال في المشهود فاتسمت عالقة الرومي بشمس بجمالية خالدة استمرت في شمس. يفنى فيها الرومي رغم إذ الشاهد موت ولممارسة العشق اإللهي من منظور التجربة العرفانية ا بد من مرآة يتجلى فيها الجميل تمكن العاشق اإللهي السير نحو مطلوبه ولما توفى شمس مرآته األولى استؤنفت تجربة الرومي العشقية اكتشافه لذاته وعشقه للجمال مع صالح الدين زركوب وحسام الدين جلبي التي كانت الغاية منها اإللهي. مارس الرومي فن الكتابة الشعرية للتعبير عن تجربته العرفانية ذات البعد الجمالي مضمونا وغاية المبحث فكان جالل الدين الرومي العارف الفنان إذ األخير في البحث عن أما حللنا من هذا الفصل فاخترنا العارف الفنان عنوانا حقيقة الكتابة الشعرية لجالل الدين الرومي الفصل الثالث الذي كان عنوانه الجمال وأبعاد الوجود كان الحديث فيه وأبعادها أبعاد لهذا المبحث. قسمناه إلى هذه الممارسة ضمن الجمالية. ثالث مباحث ركزنا اهتمامنا األول عن الحقيقة الوجودية المطلقة والوقوف على التجليات الوجودية العرفانية. لمعرفة حقيقة التجلي الجمالي وكيفية إد اركه في مرتبة تنزله األخير في النشأة الدنياوية مكمن 7

إشكالية القبيح والجميل وقد تصد جالل الدين وفق رؤيته النافية للقبح في جميع تجليات الوجود الجمالي اإللهي. يتبع هذا المبحث الحديث عن جمالية اإلنسان في بعدها الوجودي والمعرفي. وعلى هذا األساس يكون اإلنسان إسطراب الحق حيث سنقف فيه على جمالية الروح والجسد والعالقة الجمالية بينهما. لنوضح بعد ذلك العوائق التي تحول دون الوصول إلى الرؤية الجمالية وهي تعتبر بالنسبة للرومي مطلبا وجوديا لكل إنسان ألنها تعبر عن الحقيقة اإللهية التي تجلت فيه. واذا كان اإلنسان ينفر من الموت ويخافه فإن الرومي يطرح جمالية الموت عندما يختاره من أجل رؤية الجميل فالعارف بموته ا اختياري يكون قد تحقق بالوجود الجمالي الحقيقي وانتفت عنه توهماته ووساوسه القبيحة. هذه الرؤية الجمالية للوجود تتحقق بعشق الجميل وا جميل إا هو عز وجل. لذلك كان العشق ورؤية الجميل عنوانا للمبحث األخير من هذا الفصل. وفيه نوضح العالقة بين العشق والعقل مبينين عجز العقل عن الوصول إلى رؤية الجميل. ألن رؤية الجميل حسب الرومي ا تتحقق إا وجدانيا. والعشق ليس مطلوبا لجميع المدركات فعشق الجمال المحدود محكوم عليه بالزوال وبدل أن يحقق المتعة ينتج عنه األلم فكان المطلوب دائما عشق الجمال الحقيقي الذي يتحقق عند العشاق الواصلين المتحققين بالرؤية الجمالية. لنختم بحثنا بالحديث في الفصل ال اربع واألخير على الجمالية المولوية والرهانات المعاصرة في بعدها الفني والنقدي وااستش ارفي فالمبحث األول هو عبارة عن وصف للرقص والسماع المولوي وتجلياتهما الوجودية على اعتبار أن جالل الدين الرومي كان عنوان طريقته ممارسة هذين الفنين إمعانا منه أنهما أكثر التعبي ارت الجمالية لرؤية الجميل وعشقه. أما المبحث الثاني الذي هو عبارة عن نقد رؤية الرومي الجمالية رغم صعوبة ممارسة النقد من حيث اختالف األدوات المعرفية بين الممارسة النقدية ومباني الرؤية الجمالية للوجود عند جالل الدين الرومي في بعدها العرفاني الذي يحتاج إلى ممارسة الذوق وخوض التجربة. لنختم هذا البحث في مد فاعلية هذه الرؤية أيامنا هذه التي تميزت بطغيان النزوع المادي على حساب مطالب الروح الذي شكل ما يعرف بأزمة الروح المعاصرة التي استدعت فكر الرومي من أجل حلها خاصة عند الغرب. 8

أما الفصل من حيث المناهج المستعملة كان البحث ألن األول في هذه األطروحة الجمالية والوجود وتتبع ذلك كرونولوجيا. فقد المنهج الجينيالوجي والكرنولوجي في فيه عبارة عن تحليل الد الة اللغوية وا اصطالحية للفظ أما الفصل الثاني والثالث فقد اعتمدنا المنهج التحليلي التأويلي للوقوف على معالم التجربة العرفانية والرؤية الجمالية للوجود عند الرومي. أما الفصل األخير فقد طغى عليه المنهج النقدي. نشير إلى أن الد ارسات التي تناولت الفكر المولوي اختلفت من فضاء معرفي إلى آخر حسب السياق الذي ظهرت فيه فقد كان ا اهتمام بترجمة مؤلفات الرومي إلى لغات أخر وتقديم شروحات لها اسيما للمثنوي بأج ازئه الستة وديوان شمس الدين التبريزي حيث الرومي سواء من الناحية الشخصية وآ.ج.آربري من أشهرهم مع ميروفيتش و أنيماري شيمل الفكرية باهتمام أو واستمرت ترجمة أعمال الرومي خاصة الكثيرين ويعد رينولد أ. والكثير من الباحثين حيث تطول قائمة أسمائهم. قوله أن ا اهتمام بجالل الدين الرومي كان مبك ار خاصة من طرف األلمان هامر- بورغشتال )58-77( وفريدريتش روكرت ترجمات روكرت عامال رئيسا في تشكيل صورة الرومي لد حظي نيكلسون. وتقديم د ارسات حول فكره 5-755( لكن ما يمكن ) كأمثال فون األدب األلماني ولم وقد كانت يكن روكرت الوحيد الذي انفتح على الرومي من خالل ا اهتمام باألدب الفارسي وذلك أن تأليفات الرومي طغى فيها األسلوب األدبي على األسلوب الفلسفي المشهور في كتابات محي الدين ابن عربي وعبد الكريم الجيلي كما انفتح الغرب على الرومي فنيا ألن الرومي عرف بممارسته للفنون كالشعر والرقص والموسيقى وتميز برؤية خاصة للفن. أما فيما يخص الكتب التي اهتمت بسيرة الرومي 67 م( و نامة" بدءا من سلطان ولد) 66 ه- 77 ه- الذي ذكر بعض المعلومات المحدودة عن والده في بعض مؤلفات كتاب رسالة سبهسا ار لفريدون سبهسا ار) ت 6 م( "ابتداء ومناقب العارفين لألفالكي أما أشهر المحققين المعاصرين للسيرة المولوية نجد المحقق اإلي ارني بديع الزمان فرو ازنفر صاحب العديد من المؤلفات لعل أشهرها بلخ إلى قونية" للمحقق التركي عبد الباقي كلبينارلي. "مو انا جالل الدين الرومي"ونذكر أيضا كتاب"من 9

إن انتشار فكر الرومي ضمن فضاء الثقافة اإلسالمية كان على مستو العامة والنخبة خاصة في دول شرق آسيا لذلك كانت الشروحات الفارسية والتركية والهندية كثيرة ا يمكن حصرها عكست موقع فكر جالل الدين الرومي في بلورة العقل الجمعي لتلك الشعوب حيث اعتبر المثنوي ثاني أهم كتاب بعد القرآن الكريم من حيث ااهتمام. وقد برز الكثير من المفكرين في هذه المنطقة ا سيما المفكر الباكستاني المعاصر محمد اقبال الذي اشتهر بتبنيه لطروحات الرومي. حيث اعتبر جالل الدين الرومي األب الروحي لمحمد اقبال أما عن علماء إي ارن الذين قدموا د ارسات عن الفكر المولوي منهم الكثير من بينهم محمد تقي جعفري الذي قدم شرحا مطوا للمثنوي في ستة وثالثين جزءا اعتبرت من اهم الشروحات المعاصرة. يقل عدد المهتمين بالمثنوي داخل فضاء الثقافة العربية حيث اعتبرت ترجمة يوسف بن أحمد المولوي للمثنوي أقدم ترجمة للعربية لكن أشهر ترجمة عربية تعود لعبد السالم كفافي الذي لم ينه ترجمة كل المثنوي بسبب وفاته فترك لنا ج أزين األول والثاني أما ترجمة إب ارهيم دسوقي شتا للمثنوي فهي النسخة العربية الوحيدة الكاملة والمتأخرة بحيث كانت الطبعة األولى لهذه الترجمة سنة 7 م كما نجد ترجمات لبعض قصص المثنوي. أما عيسى علي العاكوب فقد ترجم كل مؤلفات الرومي رباعيات موانا جالل الدين الرومي ي د الع ش ق )مختا ارت من ديوان شمس تبريز( المجالس السبعة فيه ما فيه كما ترجم د ارسات لباحثين معاصرين: "الشمس المنتصرة" و"أبعاد صوفية لإلسالم" ألنيماري شيمل و"من بلخ إلى قونية" لبديع الزمان فرو ازنفر كما ترجم للكاتبة الفرنسية إيفا دي فيت ار ميروفتش كتابها "جالل الدين الرومي والتصوف"و يعتبر كتاب الرومي ماضيا وحاض ار شرقا وغربا للباحث األمريكي المعاصر لويس ف ارنكلين من آخر ما ترجم الدكتور العاكوب في هذا اإلطار. كان ااهتمام بجالل الدين الرومي عند المثقفين العرب خاصة المهتمين بالكتابة األدبية حيث كان التعامل مع الرومي كأديب وشاعر أكثر من كونه وعارفا. لذلك نجد كثرة الدارسات األدبية على حساب الد ارسات الفلسفية العرفانية. إذ قلما نجد إف ارد د ارسات حول 0

طروحات الرومي العرفانية والتركيز على الجمالية عنده ولذلك نسعى من خالل هذه األطروحة أن نركز على فكر الرومي العرفاني وطرحه الجمالي. من الصعوبات التي واجهناها في إطار إنجاز هذه األطروحة قلة الد ارسات الفلسفية لفكر جالل الدين الرومي خاصة في فضاء الثقافة العربية. باإلضافة إلى عدم تنوع الت ارجم والشروحات لمؤلفات الرومي. كما احظنا أن المترجمين العرب ينتمون إلى الحقل األدبي فكان تخصصهم بعيدا عن مباني الطروحات العرفانية مما يصعب الوقوف على المضامين العرفانية حيث ظهر هذا ااختالف بين ترجمة الكفافي ودسوقي شتا للمثنوي لذلك نتصور أن ترجمة باحث متخصص في العرفان كانت ستقدم ترجمة أحسن مما قدم. رغم أن ترجمة كل من كفافي وشتا ساعدت الباحث العربي على ااطالع على فكر الرومي. لكن مع هذا نتطلع إلى اهتمام الباحثيين العرب بالكتابة العرفانية من غير العرب اسيما المتخصصين بد ارسة العرفان اإلسالمي. نتطلع من خالل هذه األطروحة إلى فتح المجال للبحث في الفكر الجمالي عند المسلمين لنكشف عن تنوع الثقافة ااسالمية ومساهمتها في تقديم حلول لألزمات التي تتعرض لها البشرية خاصة عندما ا تملك رؤية جمالية للوجود حين تفصل بين ما هو جمالي بما هو وجودي. فتعيد النظر في رؤيتها للقبح.

الفصل األول: الرؤية الجمالية ومفهوم الوجود بين الفلسفة والعرفان المبحث األول: الرؤية الجمالية مفاهيم ودالالت المبحث الثاني: الرؤية الجمالية في الثقافة اإلسالمية المبحث الثالث: مفهوم الوجود بين الفلسفة والعرفان

المبحث األول: هو الجمالية الداللة واالصطالح : الرؤية الجمالية مفاهيم ودالالت إن الحديث عن الرؤية الجمالية يجعلنا ملزمين بتوضيح مفهوم الجمالية د الة واصطالحا وذلك لتداخل الجمالية مع حقول معرفية متعددة من جهة ومن جهة ثانية إن الفكر الجمالي أحد أهم سمات الفكر البشري زمنية واحدة أو أنها احتاجت إلى فنان أو عارف أن ذلك وهذا بغض النظر عن وضوح الرؤية الجمالية في فترة زمنية من فت ارت أجل أن تتضح وسواء مثلها فيلسوف أو الجمالية موغلة في الزمن من حيث الظهور وهي مجال يستمر فيه البحث ألن الجمالية تتميز بالغواية التي تستفز الفضول المعرفي عند اإلنسان كائن جميل ويحب الجمال. إن أنه باعتبار األفكار والتصو ارت الجمالية المنقولة إلينا بلغة الكلمة والتجسيم والنقش والرسم قديمة تعود إلى النتاجات اإلبداعية الدينية في الشرق وبخاصة وادي ال ارفدين والى أشعار هوميروس وفرجيل وامرئ القيس وعنترة والنابغة... وا انسجام والتناسق ومثل: أو وعي جمالي يستخدم معاني مماثلة للمعاني الحالية. للتعبير بآخر عن الجمالية. اعتمادها مصطلحات جمالية مثل: التناسب الجميل الكامل الفاضل السامي السمح مما يدل على وجود األلفاظ هذه لكن يعد مفهوم الجمال األبرز من فيما بينها ارتبطت بين المفاهيم الجمالية بشكل المتعددة التي تعبر عن التنوع في الظواهر الطبيعية وا اجتماعية والفنية من جهة وتعبر أيضا عن التنوع في أشكال التلقي الجمالي اإلنساني لتلك الظواهر من جهة أخر. من األهمية القصو لمفهوم الجمال فقد صرف الفكر الجمالي القديم انتباهه في الدرجة األولى إلى هذا المفهوم مغضيا عن بقية المفاهيم بدرجات متفاوتة. الجمال الحديث في بعض مدارسه حيث اعتبر الجمال هو المفهوم األم "وبسبب وتلك هي الحال في علم أما المفاهيم األخر فليست سو تنويع على ذلك المفهوم تختلف عنه في الدرجة ا في التنوع. قلعه جي عبد الفتاح) روا س( مدخل إلى علم الجمال اإلسالمي دار قتيبة بيروت لبنان ط سنة ص 5 0 رباط جبرائيل بحث في الجمال والفن دراسة وتحليل سعد الدين كليب دار المركز الثقافي دمشق سوريا ط سنة 7007 ص

لفظ الجمال يعد إلى أيضا األقرب الجمالية في اللغة العربية من حيث ا اشتقاق اللفظي. نجد لهذا المصطلح ورودا في القواميس ومعاجم اللغة خاصة القديمة وذلك انطالقا من الجمالية هي تعبير عن صنف من فهو يعتبر مصطلح حديث في بالجمال. أ لغة: التدوال أصناف أما التفكير الذي ارتبط بمفهوم الجمال خاصة من حيث د الته فهو قديم قدم التفكير كلمة جمالية في فضاء اللغة العربية هي صيغة اشتقاق للفظ الجمال. ا اصطالحي )بالفرنسية( )با ايطالية( Estetica المشهور با استيطيقا فهو يعود esthétique )باأللمانية( إلى Aesthetik ما يعرف في لغات )بالنجليزية( أما أخر و ا أن لذلك واإلحساس من حيث المعنى Aesthetics. يلحظ على قواميس ومعاجم اللغة العربية اهتمامها بمفهوم الجمال ومصاديقه "علم الجمال" هذا التحليل للجمال يعكس رؤية جمالية ارتبطت في مجملها بالجمال الحسي خاصة جمال الجسد وتداخل ما ) جمل ( أخالقي هو جما ا حسن خلقه بما هو جمالي وهذا ما يالحظ على هذه التعاريف للجمال. وحسن خلقه فهو جميل)ج( جمالء وهي جميلة)ج( جمائل. ) جمله ( ( ما ) حسن وزينه حسنه الشيء جعله حسنا ويقال في الدعاء جمل اهلل عليك جعلك اهلل جميال حسنا. ورقاه وزينه وأحسن حالته ( تجمل ) تحسن 5 وتزين. الح س ن بالضم الج ما ل ج م حاس ن على غير ق ياس. وح س ن كك ر م ون ص ر فهو حاس ن وح س ن وح سين كأ مير وغ ارب ور م ان ج ح سان وح س انون وهي ح س ن ة وح س ناء وح س ان ة. الج ما ل فقال غ ؤ ور العينين وا ش ار ف الفم أ ارد ع ظ م األ سنان وت ارص ف ها 6 الحاج ب ين ور ح ب الش د قين وقال شمر في قوله ض ل يع بدوي عبد الرحمن موسوعة الفلسفة ج منشورات ذوي القربى قم إيران ط سنة 00 ص 70 إبراهيم مصطفى المعجم الوسيط ج تحقيق: مجمع اللغة العربية مؤسسة الرسالة بيروت لبنان دون ط سنة 7006 ص 75 5 المرجع نفسه ص 756 المرجع السابق ص 66. المرجع نفسه الصفحة نفسها. الفيروز آبادي القاموس المحيط ج دار الجيل بيروت لبنان دون ط سنة 5 868. ص 6

وقال س يب و يه: أحدهما: الج م ال ر ق ة الح س ن. جمال ي خ ت ص اإلنسان به. وقال الر اغ ب: الج م ال : في ن ف س ه أو ب د ن ه أو ف عله. الح س ن الك ث ير وذلك ضربان: والثاني: ما ي ص ل منه إلى غ ير ه. وعلى هذا الو ج ه ما ر و ي : " إن الل ه ج م يل يحب الج م ا ل " تنبيها أ ن منه ت ف يض الخ ي ارت الك ث ير ة في ح ب م ن ي خ ت ص بذلك. " إن الل ه ج م يل ي حب الجما ل " أي: ج م يل األ ف عال. ) الحسن ( وأحاسيسه. الجمال وكل مبهج مرغوب فيه. يت اردف مفهوم الجمال مع العديد من األلفاظ وهذا يؤكد منها: تأثير التشريق الجمال على مشاعر العتق الروعة ال ارئق اإلنسان والصباحة...وقد ذكر العديد منها نكتفي ببعضها. الك ر م. ي قال: ما أب ي ن الع ت ق في وج ه ف الن الت شريق : الج مال وا ش ارق الو ج ه. الع ت ق بالك سر: 5 أي: الك ر م. والع ت ق : الج مال. ويقال فالن ح س ن الح ب ر والس ب ر والس ب ر إ ذا كان جميال حسن 7 6 الهيئة. والب ر يع ة : الفائ ق ة الج ما ل والع ق ل. واأل ر و ع من الرجال الذي ي ع ج ب ك ح س نه وال ارئع من عة الم س حة من الجمال والر و قة الج مال ال ارئق الج مال الذي ي ع ج ب ر وع م ن رآه في س ر ه والر و والص ب اح ة : الج مال " هكذا ف س ره غير واحد من األ ئم ة وق ي ده بعض فقهاء الل غ ة بأ نه الج مال 9 في الو ج ه خاص ة. الجمالية التي تميزت بها الثقافة هذا التحليل المعجمي لمفهوم الجمال يعكس لنا نمط من األنماط اإلسالمية خاصة والذي كان له التأثير 8 الواضح على مفهوم الجمال في الذهنية العامة بحيث يطغى على هذه الذهنية ارتباط الجمال بالتزين وا اهتمام بإبداء الحكم الجمالي على األجساد ومواصفاتها وامتد لكل أبعادها فكانت جمالية المأكل ابن منظور أبي الفضل لسان العرب ج 5 دار صادر بيروت لبنان ط دون سنة ص 787 5 5 6 7 8 الزبيدي أبو الفيض )مرتضى( تاج العروس ج دار الحياة القاهرة مصر دون ط دون سنة ص 7. إبراهيم مصطفى المعجم الوسيط ج تحقيق: مجمع اللغة العربية ص 66 الزبيدي أبو الفيض )مرتضى( تاج العروس ج ص 6. المرجع نفسه ص 7. ابن منظور لسان العرب ج ص 87. الفيروزآبادي القاموس المحيط ج ص 07 ابن منظور لسان العرب ج 5 ص 68. الزبيدي أبو الفيض )مرتضى( تاج العروس ج ص.88 9

ص ص ب إلا والملبس والسكن ومختلف تجهي ازته إلى ضافة امت ازج الحكم الجمالي والمركب المريح والجميل هو بما با اصطالحات الصوفية فإن للفظ الجمال د الة كنعت جامع ما يمكن مالحظته لصفات الحق تعالى. أن عكست تطور الرؤية المفاهيم بتعدد الرؤ الجمال أخالقي. أخر أما كانت فطغت جماليات الحس في القواميس اهتمت التي وجهتها الحديث عن الجمال مفهوم الجمال على مستو الد الة اللغوية شهد تحو ات الجمالية من عصر أخر إلى ومن ثقافة آخر إلى. لذا سنذكر بعض الد ا ات. واضافات وبهذا تعددت أكثر. هو صفة تعني توفر نوع من العالقات المريحة التي يستجيب لها اإلنسان في شتى العناصر والموجودات أو وجل األشياء الموجودة في الطبيعة أي من صنع الخالق األعظم عز أو كانت من صنع اإلنسان الفنان الذي صاغها وشكلها في قوالب مختلفة من شتى أنواع الفن المعروفة لدينا كالرسم والعمارة والموسيقى والشعر...الخ. ما يحدث ا ابتهاج والسرور ومن هذا المنطلق توصف النفوس. األشياء وقد ارتبط الجمال بكل بالجميلة بمد تأثيرها الشيء الجميل هو ذلك الذي يثير في نفوسنا اإلحساس بالبهجة والمسرة وا ارتياح عند إد اركنا له سواء بالنظر أو السمع أو أي وسيلة أخر من وسائل اإلد ارك والحس... على وبالتالي فان اإلحساس بالجمال يعني استجابة الفرد استجابة جمالية للمؤث ارت الخارجية واد ارك نواحي الجمال في كل ما يحيط بنا في هذا الكون سواء كان من خلق اهلل أو من إنتاج يد الفنان. الجميل ا يقبل التعريف ولكن يمكن معرفته من خالل اآلثار التي يتركها في الشعور والوجدان فالجميل يبعث ا ابتهاج والقبيح يبعث ا استهجان.الجمال والبهاء والزينة في كل موجود هو أن يوجد وجوده األفضل ويحصل له كماله األخير. وجوده أفضل الوجود فجماله فائت لجمال كل ذي جمال في جوهره وذاته. الخارجة عنا ا في جوهرنا. واذا كان األول )الوجود( وكذلك زينته وبهاؤه ثم كلها له وأما نحن فإن جمالنا وزينتنا وبهاءنا هي لنا بأع ارضنا ا بذاتنا ولألشياء.70.70 يونس عيد )سعد( التصوير الجمالي في القرآن الكريم عالم الكتب القاهرة مصر ط سنة 700 جهامي جرار مصطلحات الفلسفة عند العرب مكتبة لبنان ناشرون بيروت لبنان ط سنة 5 6 المرجع السابق الصفحة نفسها.

الضيق معناه في الجمال مشاعر واحساسات جمالية. البسيط مثل النغمة البسيطة المركب فهو يتسم بالتعقيد في البناء يعني ما يشعر به اإلنسان العادي في داخله والجمال بالمعنى الواسع قد يكون بسيطا أو مركبا: الوردة المتفتحة إن الجمال يظهر في كل ما هو طبيعي الذي اإلنسان يميز موجودا موقف جمالي إذ وما يحسه من الجمال والوجه الممتلئ شبابا وحيوية أما الجمال وبالجهد في الفهم وبالعمق في المعنى. و ا دخل للفعل اإلنساني به مطلقا يكاد فال من الموجودات انطالقا من ذاته وامتدادا لباقي الموجودات إ ا وله منها الجمال هو تعميم للرؤية واإلد ارك على سائر الكائنات. من خالله إد ارك لجوهر العالقات المريحة للنفس ولسائر حواس الذي يضفي على اإلنسان سعادته في هذا الوجود اإلنسان. إنه تعميم يتحقق بل إن الجمال هو ألن الجمال يريح النفس ويغذي الوجدان ويرفع من مستو اإلنسان إلى آفاق التأمل وااستبصار في هذا الكون وفي قدرة خالقه. اعتبر الجمال ا مؤشر ذاتها لكل ما هو منظم ومتناسق وهو عاكس للهورمونيا بل هو الهورمونيا فالجمال هو ذلك الذي يتسم بالتناسق والسيمترية والنظام وا انسجام بحيث ينم عن معنى ويكون له مغز محدد. ا تربطه عالقة بالخير أو الشر. النزعات الجمالية وليست كلها. يصنف الباحثون الجمال أو أصله وغيرها من حيث أشهر ومن إلى تمظه ارته هذه المجرد المستنير بالعلة متغير و ا نسبي. أما والجمال ا يرتبط بفكرة السعادة أو بفكرة الفائدة أو المنفعة كما أصناف األنواع أو فيما يخص عدم ارتباط الجمال وأنواع من حيث وسيلة نوعان للجمال:" بأية اختلفوا حول معايير التصنيف اإلد ارك إحد غاية فهذه سواء من حيث التي سمي بها نوع الجمال جمال مثالي موضوعي يوصل بالعقل إليه األولى ا بالحواس القاصرة المضللة ولهذا جمال مطلق ثابت غير وجمال مادي يوصل إليه بالحواس ولهذا فهو نسبي شرطي متغير خاضع للمتغير ااجتماعي وتابع للعادات والتقاليد المحلية والطبائع البشرية." المرجع نفسه ص المرجع نفسه ص 7. 7 محمد علي عبد المعطي مقدمات في الفلسفة دار النهضة العربية قلعه جي عبد الفتاح) رواس( مدخل إلى علم الجمال اإلسالمي ص 5 بيروت لبنان دون ط سنة 58 ص 5.

ب الكلمة اصطالحا: استطيقا" " بمعنى"حساس" أو" أو Esthétique مدرك" ومصدرها وسواء كانت ا استيطيقا مشتقة من مشتقة من اليونانية من كلمة aisthetikos aisthanesthai "اإلد ارك ومعناها باإلحساس". aisthetikos aesthesis تباينت ير اآل ارء أو في كل الحاات تدل على الجمال والجميل. حول هذا المصطلح بين تطابق المعنى مع اللفظ واضحة ظهرت من خاللها فجوة كبيرة بين اللفظ ومعناه منaisthanestha أو وهذا ما أن من أو هناك اعتباطية عبر عنه الذي "هيغل" أنه على الرغم من أن هذا المصطلح قد فاز على بقية المصطلحات في اللغة ال ارئجة إ ا أننا ا نستطيع إلى ميدان "ا استطيقا" وليس هذا فحسب بل أساس في نظره- أو إن أن نعلق أدنى قيمة على هذا ا اشتقاق ألنه لم يكن ينتسب "نظرية الجمال" ا اشتقاق الحاصل من اللغة مفرج في كتابه من و" مأزق د الة ا استيطيقا الشائعة على إلى القيم اإلغريقية جماليات الوجود: أنها هو اشتقاق خاطئ وهذا ما تدل على الجمال والجميل على ذكره الدكتور جمال "ولو تأملنا في األعمال الفلسفية عند اليونان لوجدنا أن نظرية ا استطيقا هي نظرية خاصة بالفن وليس بالجمال:فكلمة جميل" كما استخدمها اليونان "جمال" م اردفة للكلمة اليونانية أن إلى ويشير أي ا تتضمنان ".)Kalos()το κaλον( مفهوم استيطقي. مصطلح ا استيطيقا ا يعبر عن كلمة الجمال "جمال" لقد استخدمت كلمة بل هذا المصطلح عند اليونان يعبر عن كلمة الفن فيقول:أما الكلمة التي ارتبط بها البحث ا استطيقي عند اليونان فهي كلمة فن.وأول معنى لكلمة الالتينية القديمة )ars( 5 للوعي. أي:" فن هو ما عنته الكلمة اليونانية) τεχνη ( القدرة على ومثلها الكلمة إحداث نتيجة سبق تصورها بوساطة فعل خاضع. Larousse/B.Eveno+Claud Kannas/Lonous bordas997 ;p57. Ibid p:57. مفرج جمال أزمة القيم من مأزق األخالقيات إلى جماليات الوجود الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت لبنان ط سنة 700 ص 85 المرجع نفسه ص 85 5 المرجع نفسه ص 8 8

نقول ربما الرؤ أن فقد يعبر مطلق الجمال أو هذه المغالطة اللغوية انعكست في تحديد مفهوم الجمالية هذا المفهوم عن الجمال سواء في الطبيعة أنه يعبر فقط عن فلسفة الفن غيره أو في الفن أو فأد أو تعدد إلى هو البحث في لذلك يشير شربل داغر في كتابه مذاهب الحسن إلى صعوبة ضبط مفهوم الجمالية ويحاول أن يعدد أسباب ذلك فيقول:"أما الصعوبة فتتمثل في انتهاج سبيل للتعرف على حمو ات المعجم. _ وهي مصاعب ناتجة من عدة أسباب نكتفي بذكر بعضها: منها ما يتصل بطبيعة الطور التاريخي المدروس الذي والمعارف والميادين فيما خال علوم اللغة المحضة منها ما يتصل بتعريفات "الجمالية" أنها نفسها بما في التعريف بها وتحديد حمو اتها وتصنيف أغ ارضها ومنها ما يتصل بطبيعة أيضا تعريفها تتوزع بين سبيلين بينين هما بومغرتن "الجمالية" " إلا )Alexander Baumgarten( اإلحساسي". إلى من دعا أول فهو فلسفية في موضوعات تتعلق بالشعر". إيجاد نفسها حيث حساسي" "الجمالية" أو الجمال عموما في تتبلور فيه بعد لم والفقه والحديث والتفسير علوم "عدة" موضوع اختالف واجتهاد بين الدارسين أنها على اختالف ا اجتهادات في و"اإلد اركي" ارئد الجمالية لها بوصفها هذا العلم سنة وقد قصد بومغرتن 768 الحسية sensitiva aisthétiké épistéme Cogintio المحض)وهو غامض مختلط( أن من يهتم بمضمونها. إلى وبين المعرفة الكاملة من حيث وفقا لتعيين الكسندر "علم اإلد ارك وذلك في كتابه:" تأمالت ربط تقويم الفنون بالمعرفة وهي معرفة وسط بين أنه يهتم باألشكال اإلحساس أولى الفنية قد جعل ب ومغرتن مهمة علم الجمال هي بوصفه علما فلسفيا التوفيق بين الشعور الحسي وميدان ناحية الفكر العقلي. أخر وبالتالي: التوفيق بين حقيقة الشعر والفن من ناحية وحقيقة الفلسفة من وهذا التوفيق يتخذ شكل توسيع الفلسفة بفضل علم الجمال. المعرفة الحسية التي ا يمكن ردها إلى المنطق في داخل نظام للفلسفة. فقد وأ ارد أدرج بهذا بومغرتن يوجد أن داغر شربل مذاهب الحسن المركز الثقافي العربي بيروت لبنان ط سنة 5 ص 7 بدوي عبد الرحمن موسوعة الفلسفة ج 6 ص 07 9

للمعرفة أن كما الحسية "أرجانون" خاصا بها يناظر لتعريف الجمالية وجهتين في التعيين: "أرجانون" المنطق الذي أبدعه أرسطو. - الوجهة األولى أي الوجهة مخصوص - الوجهة الثانية أي "المنغلقة" تقيد الجمالية وتعينها على جرت بلورته في مد القرن التاسع عشر تحديدا "المفتوحة" تحيل الجمالية إلى خاص بالجمال وان لم يندرج في نسق فلسفي متبلور. تعنى الجمالية بد ارسة الجمال أو وتعنى أو إنسانيا الهيئة وتعنى وأخر أيضا أيضا "الجمال" سواء )مثل جمال الخلقة وغيرها( بد ارسة اإلنسانية "دونية" بد ارسة أكان نصاب فلسفي أنها فلسفة الفن عموما والى كل تفكر ( طبيعيا مثل جمال المناظر والمشاهد( كل سلوك محدث لفعل جمالي مثل تحسين المواضع الطبيعية وغيرها أيا "الفن" )Mineurs( و ا بين فنون كان من دون التمييز بين فنون "عظمى" )Majeurs( " عقلية" )Libéraux(.)Mécaniques( أيضا وتعنى وأخر بد ارسة ا انفعا ات والتقويمات واإلدركات الحسية التلقائية تخضع لقواعد وربما لمذاهب في التثمين والتقويم( التي نخص بها ايجابية أكانت سواء وحسب ا اند فهو:" أو "يدوية" ( المقعدة " سلبية أم استحسانية( ( ( استقباحية(. علم األحكام التقويمية التي المعنى الشامل لعلم ونظرية النشاط الجمالي لإلنسان. هو تشكيل العالم وفقا لقوانين الجمال." تميز بين الجميل والقبيح. وعلم الجمال بوصفه علما مهمته هي تقرير قوانين النشاط الجمالي وأحوال 5 تطورها وكيفيات تحقيقها ومنظو ارت تطورها. الحدوثات" أي الجمالية وهو يدل على والمضمون الجوهري للنشاط الجمالي المختلفة وأشكاله 0 المرجع نفسه ص 07 داغر شربل مذاهب الحسن ص 87 المرجع نفسه ص 75 بدوي عبد الرحمن موسوعة الفلسفة ج 6 ص 07 5 المرجع نفسه الصفحة نفسها.

...ويتعلق مبحث الجمال باألشياء األولى أي الموصوفة بالجمال فهو الذي يبحث في األحكام المتعلقة باألشياء الجميلة ومن ثمة فإنه يكون علما معياريا NORMATIVE يمثل موضوعه مجموعة القيم والمعايير التي يؤسس عليها هذا النوع من األحكام المتعلقة بكل ما هو جميل. موضوع علم الجميل في الفن الذي يبدعه أدق:" على نحو أو فلسفة الفن" اإلنسان. فلسفة الفنون الجميلة". أن ولهذا يمكن يسمى هذا العلم باسم " إ ا أن ارتباط الفن بالجمال أهم عالقة ظهرت في هذا المجال لدرجة أن الكثيرين ا يفرقون بين المفهومين ويكاد أحدهما ي اردف األخر فيقول:"إن أعظم قدر من الخلط كان يتركز دائما حول لفظي أسباب متعددة... أم في الفن فإذا نظرنا إلى الجمال في ذاته لواجهتنا أو ا مشكلة تقديم تعريف مرض لهذا اللفظ ويذكر هنتر ميد أسباب الخلط بين المفهومين "الفن"و"الجمال" ولهذا الخلط بغض النظر عن كونه يتبد في الطبيعة وترتبط مشكلة مكانة الجمال ارتباطا وثيقا بالمشكلة السابقة المتعلقة بطبيعته فهل الجمال ذاتي أو موضوعي يكمن في الموضوع الجمال ينشأ من نوع يظهر " ويواصل طرح جملة من التساؤ ات وهل هو أم انه ا يوجد إ ا في ذهن المشاهد واذا اتخذنا موقفا وسطا وقلنا أن الجمع بين العاملين الموضوعي والذاتي يستلزم تحديد العالقة مع الفن سلبا أو إيجابا أعماله الفنية أو أن الجمال التي يتضح من خاللها ففي أي نوع من الجمع إن البحث عن طبيعة الجمال فإما أن يكون الجمال هو ما يخلقه الفنان في ا عالقة له بالفن وهو الجمال الطبيعي. أيهما األكثر تعقيد الجمال الفني أو الجمال الطبيعي نجد لكن في المقارنة بين "أن جميع النقاد والفنانين والباحثين الجماليين تقريبا متفقون على أن الجمال الفني معبر إلى حد يستحيل أن يبلغه الجمال الطبيعي وليس من شك على اإلطالق في أن الجمال الفني أشد تعقيدا وما هو بالضبط دور الجمال في الفن " 67 عبد المنعم راوية )عباس( الحس الجمالي وتاريخ الفن دار النهضة العربية بيروت لبنان ط سنة 5 ص 70 ميد هنتر الفلسفة أنواعها ومشكالتها تر: فؤاد زكريا نهضة مصر للطباعة والنشر القاهرة مصر ط سنة 7007 المرجع نفسه الصفحة نفسها. بدوي عبد الرحمن موسوعة الفلسفة ج 6 ص 6 ص

كما نجد أن نقد أي عمل فني والمقارنة بين األعمال الفنية كان الجمال المعيار البارز لتلك المقارنة أو ذلك النقد حيث كان من المسلم به دون أي شك تقريبا حتى عهد قريب عمل فني ينبغي قبل كل شيء أن يكون جميال وكان معظم المفكرين الجماليين في الماضي يرون أن أكثر ا انتقادات التي يواجهها األشخاص العاديون إلى الفن المعاصر شيوعا هو أن األعمال التي يبدعها ليست جميلة بالقياس إلى أعمال القدماء". كان المفكرون بينهما. أن مستو والباحث ون يعرفون مفهوم الفن والجمال كل من "أساطين الفن انطالقا من تحديد العالقة أن أي ومن خالل الموقف من هذه العالقة ظهرت اتجاهات فنية ومدارس جمالية كما نجد مفهوم الجمالية أحدهما على شهد تغي ارت تحديد مفهوم الجمال اآلخر تبعا للتطو ارت التي عرفتها تلك المدارس الجمالية ومفهوم الفن كما ذهبت الجمالية إلى أو فالجمالية في مدلو اتها لم تقف عند حدود تعريف بومغرتن. مفهوم ا استطيقا ألن الكثير أغفلها أخر عن زوايا فهي ا تبحث في جمال من الفالسفة ستظهر توضيح العالقة بينهما من حيث أبعد حدودها في تبني مفهوم دون على أسبقية ولذا اآلخر. وبهذا لن يكون الوحيد الذي حدد إبداعتهم في هذا المجال بحيث سيكشفون بومغرتن ألن ا استطيقا كما عرفها بومغرتن ا تتسع هذا ا اتساع يكتسب الذي األشياء عالقة هذا بذاك ولكنها تقتصر على لون من الحسية مجردا عن أي باإلد ارك ألوان فكرة وهذا اللون هو الجمال. الفالسفة في التأسيس للجماليات الالحقة وجهة نظرهم الخاصة في المسألة الجمالية. أر كانط بأنه ليس هناك علم للجميل وانما هناك نقد الجزئي و ا في أو النسبي الحسي المعرفة الحسية ويتناول كمال المعرفة ولعل كانط وهيغل يعتب ارن فكان لهم موقف من هذا التعريف كما أبرز سيكون لهم له نافيا إمكانية قيام علم جمال حقيقي وتنطلق أفكاره من مفهوم الحيادية الجمالية فهو يميز بين جمالية الطبيعة وجمالية الفن مؤكدا على الجانب الوجودي الكينوني في األولى وعلى رفض الغائية الخارجية في الثانية بغية الوصول إلى حرية الفن التي هي شرط إبداعه. بغض النظر علم الجمال أن عن كأي المرجع السابق الصفحة نفسها. قلعه جي عبد الفتاح )رواس( مدخل إلى علم الجمال اإلسالمي ص 0 يونس عيد )سعد( التصوير الجمالي في القرآن الكريم ص 5

إسهامات إلى يحتاج آخر علم العلم بل يكفي تحديد المنطلقات الثغ ارت فيه ليس إلغاء من خالل طروحات كانط الجمالية بين بوملر المفكرين. )A: Baeumler ( وأن صورته النهائية ا تكتمل عند المؤسس لهذا لذلك كان نقد كانط لعلم الجمال والوقوف على توضيح له بل هي خطوة في طريق علم الجمال في حد ذاته ما نكتشفه وهذا أن المفهوم األساسي لعلم الجمال في القرن الثامن عشر هو مفهوم الذوق وهذا المفهوم الذي يتالشى في النظرية المجردة للفن يرجع في أهمه إلى فاعلية مشرعة تقود هذه اإلشكالية عند كانط أصال إلى فكرة )sujet( ذات خاص. ولهذا فا استطيقا تشكل لد كانط مكانا مركزيا بين الحساسية واألخالق. جمالية بشكل وقد أوضح كانط الشروط الواجب توافرها في ا استطيقا الت ارنسندنتالية من خالل تحليله للحساسية والفهم وعالقتهما بالتخيل واإلد ارك الجمالية في نقد ملكة الحكم. مذهب كانط ا استطيقي بين الحساسية في كتابه نقد العقل النظري الخالص كما أوضح الوظيفة "وقد أبرز هايدغر الدور المركزي للوظيفة الجمالية في مجمل واألخالق." مفهوم كانط عن مجال ا استطيقا بوصفها الوسط الذي تلتقي فيه الحواس بملكة الفهم. ويتحقق هذا التوسط عن طريق التخيل وبذلك يظهر السعي الفلسفي إليجاد وسيط في المجال الجمالي بين الحساسية والعقل بوصفه الطريق نحو إعادة التوافق بين الوجود اإلنساني والمحيط الطبيعي وا اجتماعي المنفصلين عن طريق مبدأ الواقع القمعي ويتضمن التوافق الجمالي تعزيز الحساسية الجمالية ألنها تعارض طغيان العقل. لبنان ط سنة 5 ص 6 شيفر جان ماري الفن في العصر الحديث تر: فاطمة الجيوشي منشورات وزارة الثقافة دمشق سوريا دون ط سنة 7 ص 7 نوكس إسرائيل النظريات الجمالية لدى كانط وهيغل وشوبنهاور تر:محمد شفيق شيا منشورات بحسون الثقافية بيروت لبنان ط سنة 58 ص 6 محمد رمضان )بسطاويسي( علم الجمال لدى مدرسة فرانكفورت المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع بيروت

أن يكون لد كانط بحث في ميتافيزيقا علم الجمال بالمعنى الكانطي لكلمة ميتافيزيقا فالمقصود بها البحث في المبادئ التي تقوم عليها الجماليات فميتافيزيقا العلم عند كانط هي البحث في المبادئ التي يقوم عليها العلم. فما تدركه الحساسية أو ما يمكن لها أن تدركه باعتباره حقيقيا تدركه على هذا النحو حتى حين ي اره العقل ليس حقيقيا وعلى هذا فإن مبادئ وحقائق الحساسية تؤلف مضمون ا استطيقا وهدف ا استطيقا هو بلوغ كمال اإلد ارك الحي وهذا الكمال هو الجمال وهنا تكون الخطوة قد أنجزت في تحويل ا استطيقا من علم للخبرة الحسية إلى علم الفن ومن نظام للحساسية إلى نظام للفن. وعلى قدر ما تقبلت الفلسفة قيم مبدأ الواقع فإنها تبعد عن الفن ألنه يتطلع إلى حساسية حرة من سيطرة العقل وحقيقة الفن تقوم على تحرير الحواس بإعادة توافقها مع العقل... وهذا ما حاول هيغل معالجته في نظرية الفن لديه ففي الفن تمتلك المادة حريتها وتلتقي بكل ما هو طبيعي وحسي بحيث يعبر عن كل حركات الروح. بهذا تنتقل الجمالية من البحث في إلى الجمال إد ارك جمالية تتميز بالجدة وتحدث انقالب في هذا المجال ا اهتمام بالعمل الفني وذلك سواء مع كانط الذي واعطاء الغربي وذلك بالوقوف على مسألة الذوق والحكم الجمالي والموقف من الفن وعالقته بالجمالية الذي سيتطور أكثر رؤية حفز العقل مع هيغل الذي أدرك نواقص مبدأ المحاكمة العقلية كما أدرك النواقص العامة في الفلسفة الشكلية الكانطية فأعاد أو ا الوحدة الملموسة المحسوسة إلى موضعها الصحيح من ذاتها وصحح عالقاتها بذاتها وبسائر النشاطات اإلنسانية. فوحدة األثر الفني ا تقتصر على كونها وحدة شكلية وانما هي وحدة الشكل والمحتو وحدة الداات والمعاني التي بلغت أقصى درجات العمق مع المظهر الفني المحسوس. يمكن تفسير ميالد ا استطيقا الفلسفي بشكلين متباينين جدا. تمهيدية للنظرية المجردة للفن: يمكن أن نر فيه مجرد مرحلة عندئذ سنقول أن هذه األخيرة وحدها أ ازحت اللبس األساسي المرجع نفسه ص 7 لوفافر هنري علم الجمال تر: محمد عيتاني دارالحداثة بيروت لبنان دون ط دون سنة ص ص 76 77 المرجع نفسه ص 67

في استطيقا القرن الثامن عشر المشدود بين الجمال الطبيعي والجمال الصنعي بين نظرية التلقي ونظرية أما اإلبداع بين نظرية الحكم على مستو الجماليات فإن مساهمة هيغل في األساسية الجمالي ونظرية العمل الفني. تأسيس الفن الحديث وحضور وجهة نظره حول الفن في حوا ارت الفكر الجمالي المعاصر قد جعال من جماليته مصدر الهام وعنص ار مشتركا من عناصر الوعي الغربي. أول تأكيد وكما قال جان لويس فيبارد فقد كان من تصور الفن على الطريقة الحديثة كمجال يمنح ذاته معاييره الخاصة للثقافة المستقلة عن الدوائر أن جمالية هيغل قد مثلت الحديثة والمعاصرة. األخر إلى التي تقيم معها عالقات. جانب جمالية كانط إحد هيغل بكل وكإبداع من هنا ذهب مارك جيمناز المرجعيات األساسية للجماليات ير هيغل أن الفن يشكل مرحلة ضرورية في التطور الذاتي للفكر هذا الفكر الذي بتوكيد إلى ذاته عبر التاريخ كفكر موضوعي يباشر الفن بواسطته اقت اربه من الوعي النظري لذاته كأنه مطلق قائم بذاته. لكن يمكن يعبر أن لهذا السبب يظهر في جميع األعمال التي تبرز التطور بكامله. نحدد اتجاهين رئيسيين في علم الجمال المعاصر ا اتجاه األول يميل نحو د ارسة جماليات الشكل الفني باعتباره العنصر الرئيسي في العمل الفني ويطلق على هذا ا اتجاه الجمالية العلمية ألنه يحاول البحث في تقنيات الشكل والتكنيك واألسلوب واألدوات الوسيطة في الفن مثل اللغة ويمكن تمييزها داخل كل اهتمام بعنصر من العناصر السابقة اتجاها متمي از مثل السيميوطيقيا التي تحلل الظاهرة الفنية باعتبارها نظاما من العالمات عن األفكار ومن مؤسسيه بيرس ودي سوسير. بعد تطور علم وهذه ا اتجاهات اللغوية تأكد وجودها اللغة بشكل يتيح استحداث أدوات جديدة لباحث البنية اللغوية تمكنه من تحليل الظاهرة الجمالية في األدب. أما ا اتجاه الثاني فنجده يتمثل في الميل نحو الذاتية في تفسير مشكالت العمل الفني وهي التي تستلهم أعمال كانط وشيلينغ وشوبنهاور في تفسير العمل الفني. شيفر جان ماري الفن في العصر الحديث ص 76 Marc gimenez qu est-ce que L esthetique?,edition Gallimard,Paris, 997,p70 5 ديرميا ميشال الفن والحسن تر: وجيه البعيني دارالحداثة بيروت لبنان ط 7 سنة 7007 ص 66 محمد رمضان بسطاويسي علم الجمال لدى مدرسة فرانكفورت ص 5

أن نجزم أن و ا يمكننا مفهوم الجمالية وتحديداته المعاصرة ستبقى عند هذه الد ا ات التحو ات التي عرفتها الجمالية خالل تاريخها الطويل هذا من جهة الجمالية الذي ا نتوقع أنه سيحقق اكتفاء معرفيا في هذا الميدان من جهة الجمالية دائمة الحركة مادام هناك تعطش للبحث الجمالي والوصول وجودية. إن بل وضرورة البحث في إلى أخر الرومي بالبحث الجمالي لم يكن همه الجمالي في تحديده لنسق معرفي واضح المعالم إلى علم قائم بذاته واضح المعالم فالبحث الجمالي عنده لم يستهدف كغاية في حد ذاته بل هو ضرورة أن العارف يكون جمالي الرؤية في بحثه في الوجود. ستجعل إن رؤية جمالية كحاجة الوصول أو ربما هذه مهمة الفيلسوف بالخصوص أنطلوجية تحتم على ولذلك ينطبق تعريف الجمالية الثاني الذي حدده داغر شربل وهو الوجهة المفتوحة وفي جانب من جوانبها وهو التفكر خاص بالجمال وان لم يندرج في نسق فلسفي متبلور هي جمالية عرفانية وهذا بل نضيف أن لنقول ما سنحاول الوقوف عنده في الفصول القادمة. الجمالية عند الرومي الجمالية في الفلسفة: إذا كان الفكر الفلسفي هو في جوهره محاولة لتحديد العالقة بين اإلنسان والوجود وكان علم الجمال يمثل فرعا من فروع هذا الفكر الفلسفي فإن التطرق إلى البحث الجمالي هو من مهمة كل فيلسوف. لكن إد ارج الجمال ضمن البحث الفلسفي لم يظهر إا مع أفالطون الذي يعد أول فيلسوف يوناني يهتم بتسجيل موقف معين من ظاهرة الجمال. رغم أن سق ارط في إطار بحثه الفلسفي كان اهتمامه بالبحث في الماهيات المجردة أي كانت غايته الوصول إلى المعرفة ولم يعنى بالجمال كمبحث من المباحث الخاصة بالد ارسة الفلسفية في حين نجد أفالطون يبرز الجمال كحقيقة وجودية على اعتبار أن الجمال يعد من المثل المهيمنة في 6 هو جالل الد ين محمد بن محمد البلخي) 0 ه- 707 م/ 77 ه- 776 م(. وجالل الد ين لقب له ويذكره أحب اؤه وأصدقاؤه بلفظ»موالنا«التي تعني ضرب ا من التقدير. وهذا اللفظ»موالنا«ترجمة للكلمة الفارسية»خداوندگار«. وتذهب الروايات إلى أن والده هو الذي خاطبه أوال بهذا اللقب. وفي المصادر الفارسية الحديثة أشتهر موالنا ب»مولوي«. وي ذكر أحيان ا باسم»الرومي«و»موالنا الرومي«ألنه عاش معظم حياته في بالد الر وم تركية اليوم. وقد أمضى شبابه وكهولته وشيخوخته في مدينة قونية التركية ومرقد ه ومرقد أبيه وأسرته في هذه المدينة. وفي الغرب يعرفه الجميع باسم»الرومي«.

عالم المثل فهو ي ازحم الخير في مرتبته "فأفالطون بدأ أو ا باكتشاف سمات الجمال في الموجودات الحسية وفي األف ارد ولكنه يصعد تدريجيا من هذا الجمال الفردي المحسوس لكي يكتشف علته في األف ارد جميعا "الجمال بالذات" وهكذا إلى اكتشاف مصدر الجمال المحسوس في مثال في العالم المعقول ذلك الذي يشارك فيه الجمال المحسوس" إذا كان أفالطون مؤسس المذهب المثالي يعتبر الجمال حيث أحد هذه المثل العليا. فنظريته في الجمال وتجليا ولكن يصعب على المرء أن يصعد نحو العالم اآلخر أو بسبب عدم تذكره المثل تذك ار جيدا ا تنفك عن رؤيته المثالية. لكنه"يمتاز عن سائر المثل بكونه أكثرها سح ار ولهذا قلما يدرك الجمال المطلق." رتب أفالطون النفوس على أساس حظها من رؤية الجمال وسائر المثل أي عالم المثل بسبب طبيعته فعلى حسب درجة تذكر النفس للجمال أي كلما اقتربت من عالم المعقو ات وابتعدت عن عالم المحسوسات كلما ازد إد اركها للجمال المطلق الذي به تتطهر النفوس فتصير شغوفة بالجمال والحكمة والحب وما يمت إليها بصلة لذلك تزحف بصعوبة نحوها. تصل "إن نفوس اآللهة تصعد بسهولة إلى السماء ولكن النفوس األخر ألن الحصان الخبيث ثقيل الحركة ويشدها بقوة نحو األرض النفس إلى أعلى السماء تنتقل إلى الجهة الثانية وتجلس عند قمة السماء وتتأمل الحقائق األزلية أو الماهيات الحقيقية الوجود التي ليست ذات لون أو شكل موضوع العلم الحقيقي كالعدالة ذاتها والحكمة ذاتها والجمال ذاته والعلم ذاته والتي هي وبعد تأمل وعندما المثل والماهيات الخالدة تعود تلك النفس إلى نقطة انطالقها وعلى حسب الصعود من عالم المحسوسات الى عالم المعقو ات يتنوع الجمال وله درجات صعودا ونزو ا فأسفل درجات الجمال هي جمال الجسم أو ما يظهر في المادي وأسمى منه جمال النفس أو األخالق وأكثر منه جمال العقل ليكون الجمال المطلق أرقى أنواع الجمال. كما قلنا أن أفالطون يصنف الجمال إلى درجات فإن النفوس التي لها عالقة برؤية الجمال أيضا تصنف هذه النفوس على حسب تذوقها للجمال وتعلقها به "فالنفوس التي أرت المثل تستطيع أن تنتج إنسانا شغوفا بالجمال والحكمة والحب وما يمت إليها بصلة والنفوس التي أبو ريان محمد علي فلسفة الجمال ونشأة الفنون دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية مصر ط 5 سنة 5 ص أبو ملحم علي نحو رؤية جديدة إلى فلسفة الفن المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر بيروت لبنان ط سنة 0 ص Platon,Phedre(œuvres complètes),garnier,paris96,p8 7

تأتي في الدرجة التالية تتجسد في ملك عادل محارب تظهر في زي رجل سياسة أو رياضي قوي أو رجل مال. والنفوس التي تندرج في الدرجة التالية بينما تبدو النفوس التي تقع في الدرجة ال اربعة في ثوب طبيب أو رياض قوي أما تلك التي تقع في الخامسة فتلد رجل دين والتي في الدرجة السادسة تتمخض عن شاعر أو فنان مقلد آخر توجد صانعا أو فالحا والتي في الدرجة الثامنة تعطي سفسطائيا تحتل الدرجة التاسعة واألخيرة عن طاغية." هذا فيما يخص رؤية أفالطون للجمال باختصار. والوضوح من أهم خصائص الجميل والتي في الدرجة السابعة فبينما تسفر النفوس التي أما أرسطو فهو ير أن التناسق وا انسجام فالجمال إذن موجود على نحو موضوعي في األشياء والموجودات ويكمن في التنسيق البنائي لعالم موجه في مظهره األكمل جما ا حقيقيا في هذا العالم يصور أرسطو الجمال على والوحدة فالجمال عنده وهو مصدر وعينا الجمالي وأعمالنا الفنية. أنه التنسيق والعظمة وهكذا فإن هناك وأعطاه أيضا معنى التحديد والتماثل تناسق العالم يظهر في أسمى وأجمل مظهر له كائن ليس كما يجب أن يكون ولكن كما هو كائن. فهو بهذا المعنى فهو ير أن الجمال رم از ملتصقا بالفكر البشري وموضوعه مستقر داخل نفوسنا هناك مثل أعلى فوق بشري أو فوق دنيوي األعلى به أفالطون. أفالطون فالجمال عنده حيث فعل أفالطون أسمى من الحقيقة الواقعية فينا يكمن أي شيء وليس وفي اإلنسان يكمن المثل و ا يعتمد على معرفة سابقة عكس ما قال لهذا يعتبر أرسطو أول فيلسوف في فلسفة الجمال من الجانب العملي قبل أنه لم يتناول الفن داخل المنظومة األخالقية أو السياسية أو المنطقية مثلما حتى وان كانت لها جوانب البشرية إلى ثالث أنواع:معارف نظرية بين الفن والمعرفة العملية وما على هذا األخير الفعل الباطن للفاعل نفسه. تتداخل مع تلك المعرفة. ومعارف عملية ومعارف فنية فقد قسم أرسطو المعارف وقام بالفصل التام حيث كان ير أن غاية الفن تتمثل دوما فيما يوجد خارج الفاعل سو تحقيق إ اردته. في حين إن غاية العلم هي في اإل اردة نفسها وفي Ibid,p5 عبد المنعم عباس راوية الحس الجمالي وتاريخ الفن ص 78 8

إذا كنا نرغب في اإلحاطة بنظرية أرسطو الجمالية فعلينا أن نضع في ا اعتبار نظريته في النفس وآ ارءه الميتافيزيقية واألخالقية إذ هي أ ارء تسري في مفهومه للجمال يقصده أرسطو من مفهومي الطبيعة والنفس منه فقد نفهم فالمعنى الذي الكثير عن نظريته الجمالية. فالطبيعة في أري أرسطو طاقة تعمل في اتجاه الغاية بمعنى تؤدي إلى إيجاد األشياء وفقا لخطة أو غرض طبيعي إلى ذي حياة بالقوة والكمال يتضمن إمكانية الحياة. فلسفة تمثل والجمال. الحقيقة أفالطون والنفس ليست جوه ار أو روحا ولكنها مبدأ الحياة فهي كمال أول جسم وهو أولي درجات التحقق الفعلي لذلك الجسم الذي البداية الفعلية لمقاربة الب ارديغم الجمالي الكالسيكي لمفهومي الفن وقد تميزت هذه الفلسفة بمواقفها السلبية من الفن الذي لم تكتف بفصله عن بماهي قيمة عليا وغاية إليها تسعى أساسية كل عملية تفكير وتأمل في الوجود فصلت كذلك بينه وبين الفلسفة والسياسة مؤكدة على ضرورة خضوع الفن لتنظيم الدولة وعلى غير أن أن اإلنسان للشعر عالقته مع الفلسفة هي عالقة يكون الفن بموجبها" دفاع ا الفن والجمال. األدنى والسياسة. أرسطو عن المحاكاة وسمو منزلة الفن في فلسفته يد ان على مرتبة من جماليته أصبحت التي في خدمة الفلسفة" معه عمال مشروعا ونزعة طبيعية لد كما هو الحال مثال عندما أكد بل على الطابع الفلسفي فقد تجاوزت تحديدات الب ارديغم الجمالي الكالسيكي لماهيتي ويبدو ذلك واضحا في وضعه الفن ضمن مقولة األنشطة ومن هنا نجد من قيمة الفن سواء ووظيفته األنطولوجية. تدل هذه الرؤية األخيرة أن "كممارسة على النظرية مثل الفلسفة ومن الفلسفتين أو أن كظاهرة" األفالطونية بينما األنشطة األنشطة العملية مثل خاصة والى حد ما في مقابل أكدتا الجمال في الب اردغم الكالسيكي ا يتمتع المسماة األرسطية األخالق "اإلنشائية" قد انتقصتا ذلك على سمو الجمال حقيقة بأية وان منزلة الفن ا ترقى إلى مستو قيمة الجمال الذي يظل في قطيعة تامة معه إذ للوجود ا توجد المرجع نفسه الصفحة نفسها. فكرة البراديغم أول من استخدمها هو توماس كوهن وهو يعني:"بنية مفهومية تضع لفترة معينة قواعد الفكر في مجال محدد." Marc gimenez qu est-ce que L esthetique? op,cite, p775 عبد المنعم راوية )عباس( الحس الجمالي وتاريخ الفن ص 0 9

في المنظور الكالسيكي عالقة للجمال الماهوي ومع الفن. الكالسيكي تنحدر من ا انطولوجيا وكلما كانت قيمة الجمال أكثر الفن والجمال كلما كانت منزلة الفن عندما يعيد إ ا من الجمال إنتاج وألن ماهية ذلك الجمال فإنها تظل خارج متناول الفن وغريبة عن مجاله. كلما كان متماهيا مع الوجود أدنى. بنية الواقع المثالي للتقييم ا انطلوجي يصاحبها انتقاص من قيمة الفن جمال الوجود. هذا التماهي بالب ارديغم الجمالي الكالسيكي بالمقارنة مع قيمة الوجود اانطولوجيا. وفي هذه الحالة ا يمكن أو بين الجمال والوجود وتقييم كما انطالقا من هذه الرؤية يصبح وأرسطو إلى أد الطبيعي. وكلما تباعدت المسافة بين أن ونظ ار ألن فإن الجمال الفني قد ظل إلى بالنظر األول يعرف الفن انطالقا مضاعفة أية أدنى الثاني دفع قيمة من الفصل بين الفن والجمال والى ا انتقاص من قيمة الفن في بإمكاننا اآلن أن إلى نفسه نستنتج كيف كانت تابعة لنظرياتهم في الحقيقة والمطلق يمكن استبعادها من الفن ودونيته بالنسبة الفكر لتأثر ونظ ار اإلطار إلى ازدهار الجمالية الكالسيكية في ا اعتبا ارت أن ومن ثم فإن مقاربتهما الجمالية ألفالطون لماهية الفن ا العام للمنظور التقليدي للجمالية الكالسيكية التي كرست تبعية الفلسفة والسياسة واألخالق. الفلسفي الوسيط بالفلسفة اليونانية القديمة فإن تلك التبعية استمرت مع هذا الفكر الذي ساهم على نحو واسع في تثبيت ودعم الب ارديغم الجمالي المنحدر من أفالطون خصوصا عقيدة وأرسطو استأنف كما اإليمان فالدعاية المضادة التي اعتمدتها فلسفة استعمالها في العصر الوسيط ضد المحاكاة) مبدأ أن للواقع المحسوس والمعقول انسجم مع اإلنسان بتبعية زيادة على ذلك فإن ونشاطاته تأثير لإل اردة فلسفة بالب ارديغم الجمالي الكالسيكي إلى اإللهية أفالطون األفالطوني( األطروحة ومشيئة اآلثار أفالطون ضد الفن عموما والشعر التي تتعارض أو الذي يضع الفن في تبعية المسيحية اهلل. والى حد ما اإلسالمية في الفكر الفلسفي والديني والقروسطي. استبدال التجريدات الميتافيزيقية بفكرة تتنافى مع أنطولوجية المتعلقة قد دفع اإلله-المسيح محققا المرجع السابق الصفحة نفسها. ولد ديب سيدي الجماليات الرومانسية دار اآلفاق العربية القاهرة مصر ط سنة 700 ص. 0

بذلك العملية النظرية ثيولوجيا. إلى الذي ا يمكن األولى للتصالح مع الفكر القديم ويدل ذلك من وجهة النظر الجمالية على أن والتي تمثلت في تحويل ا انطولوجيا أن تكون الممارسة الفنية تعبي ار عن مضمونه الكامل النظريات الفلسفية والدينية القروسطية. أضفت قد تبعية الفن ودونيته داخل الب ارديغم الجمالي الكالسيكي. تشكل فلسفة ديكارت الكالسيكي األخير أساس الب ارديغم الجمالي النقدي لماهية الفن ذلك كمنطق للحساسية لم يكن له تأثيره أن اهلل هو النموذج ومصدر الجمال وبهذا المعنى تكون على الجمال طابعا روحيا لتستمر معها المقاربة الفلسفية الثانية التي عملت على تقويض هذا التصور وقد تأثير نفسه اآلن في أسست ميتافيزيقا الذات التي انبنى عليها ظهور الذاتية الديكارتية والتعريفات المت ازيدة للجمالية مباشر على إقصاء المقاربة الفلسفية لماهية الفن بل تجلى كذلك على مستو العديد من الفلسفات الجمالية الالحقة وخاصة فلسفة كانط مؤسس الب ارديغم الجمالي النقدي الذي مثل استقاللية الفن". يعمل كانط على فك ا ارتباط القديم "لحظة ت ازمنت فيها استقاللية جمالية مع األفالطوني إن بين الجمال ومفهومي الخير والمنفعة فالجميل عنده ليس جميال ألنه ممتع ولكنه ممتع ألنه جميل وجمال الشيء ا عالقة له بطبيعته وانما هو نتيجة اللعب الحر للخيال ير العقالنيين والتجريبيين والنفعيين في فهمهم للجمال. أن كانط الفن هو فعل صادر عن صدر عنها فعل مشابه للفن فهو يقول إذا كان صاد ار عن الحرية أي عن أعماله. ألنها اإلنسان اإلنسان والفهم وهو ك ارئد في الفلسفة المثالية يقف ضد ويتميز به دون الموجودات :"يختلف الفن عن الطبيعة -المفكر الحر- ومن هنا كان عدم تسميتنا قرص الشمع الذي تصنعه النملة ا تعمل بموجب العقل بل بموجب الغريزة". حتى لو األخر والعمل ا يدعى فنا الذي يضع العقل في إ ا أساس بالمقابلة مع الفن إ ا عبد المنعم راوية )عباس( الحس الجمالي وتاريخ الفن ص Marc Gimenez qu est-ce que L esthetique?op,cit,p 5 قلعة جي عبد الفتاح )رواس( مدخل إلى علم جمال اإلسالمي ص ص 0 Kant,E,Crithque de la faculte de juger,(traduit par A.Philon,èm ed,librairie philosophique,j,vrin,paris,97,p,p,5

فباإلضافة الذي ينتظر إلى الحرية التي يتميز بها أن ابد من األجر استعداد فطري في النفس تقوم معينة. إن اإلنسان يستخدم المخيلة. شيء بإنتاج لكي أصيل يصدر عنه الفن. ألن العامل الخادم أي ألن الفن وليد العبقرية وهي هبة طبيعية بعيد عن التقليد خصوصية الب ارديغم الجمالي النقدي ا تتمثل فحسب في مجا ات المعرفة تأثيره وبإمكانه واألخالق والسياسة والدين أو على الذات المتذوقة بل تكمن كذلك الفلسفية الكالسيكية لمفهومي الجمال والفن.ف ومن الحرة لألشكال بينما اعتبر الب ارديغم الجمالي الكالسيكي تأكيده ا نعرف له قاعدة على استقالل الفن عن في كونه يعترف بتميز الموضوع الجمالي في القطيعة التي قد جعل هذا الب ارديغم من الجمال تعبي ار عن حرية لعب الذات. أن أنه يعبر عن الشعور باللذة الجمالية الخالصة. ا يهدف واألثر إلى الفني. ووجوده الفعلي. موضوعية فإنه أو غاية ذاتية أية إد ارك أحدثها الجمال هو علة الرغبة. وزيادة على كونه قد فهما أسس فلم يعد حكم الذوق يصدر عن الذات وحدها بل يصدر المتذوق لتجعل منه ذاتية متقبلة يرتبط باللعب الحر للمخيلة يمكننا من هذا المنطلق وان كان ميتافيزيقية أن ونقول ابتداء مع تأكيد أو أن أو مع المقاربات اإلنتاج أو الفني تقديما إلى ذهب كانط أقر بأن الحكم الجمالي جديدا لطبيعة العالقة بين الذات أيضا وبصفة عامة فإن فلسفة كانط الجمالية قد عملت على ترقية أبرزت كما بالملكات الذاتية الوجدانية. األثر من اإلنسان الطابع المميز للموضوع الجمالي رغم كونه الفني نعتبر الفلسفة الجمالية الكانطية تجاوز للجماليات الكالسيكية كانط على استقاللية الجمال والفن العالقة مع إلغاء إلى بدوره أد قد دينية وعلى ضرورة تحريره من األساس األنطولوجي مرجعية أية الفني. لألثر البحث الجمالي قد تميز بالبحث في مقولة الجمال ولم يخرج عن نطاقها وذلك أفالطون مع كانط وهيغل. فكان البحث في الماهيات السمة بارزة التي لم تخرج عنها الجمالية حتى لكن مع الفلسفات الالحقة ستكون وجهة الجمالية إلى ا اهتمام بالتجربة Ibid p 8 ولد ديب سيدي الجماليات الرومانسية ص 7 أنظر أبو ملحم علي نحو رؤية جديدة إلى فلسفة الفن ص 8